منتدى التكينـــــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الفكي الامين ::التوم::

الفكي الامين ::التوم::


المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 11/02/2008

الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن Empty
مُساهمةموضوع: الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن   الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 9:48 am

مقدمة
يعاني الناس بشكل عام من سماع أفكار في عقلهم تتسبب لهم بالقلق و الضيق النفسي. و تحتوي هذه الأفكار على أفكار السوء (بأن يؤذي الإنسان نفسه و غيره)، أفكار الفحشاء (تصورات بذيئة)، و أفكار القول على الله بما لا يعلم الإنسان (مثل التشكيك بالله عز و جل و رسوله). و يطلق على الذين يسمعوا مثل هذه الأفكار في علم النفس بالمرضى النفسيين.
لهذا اليوم في علم النفس لا يوجد تشخيص و لا علاج لمثل هذه الأفكار. يبين هذا البحث كيفية تشخيص و علاج هذه الاضطرابات النفسية بهدي القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة.

الوسواس القهري المرضي
من أشهر الأمراض الذي يعتقد معظم الناس بأنه مرض نفسي ما يسمى بالوسواس القهري المرضي. و الأعراض التي تظهر على الإنسان هي سماع أفكار في عقله و كأنه يفكر مع نفسه بها، وتتسبب هذه الأفكار للإنسان بالاستفزاز، الضيق، الكآبة، و غيرها من مظاهر الألم النفسي. د. ستيفين فيلبسون يصف هذا المرض بما يلي:
" هو معركة خاسرة بين النفس المنطقية (و الذي يعبر عنها بالمحاولات غير المجدية للإنسان باستخدام المنطق لمحاربة هذا المرض) و قدرة الدماغ على توليد أفكار أوتوماتيكية غير منطقية و الذي يصاحبها هيجان غير متحكم به في المشاعر".
لا يوجد تشخيص في علم النفس لماذا تأتي مثل هذه الأفكار لعقل الإنسان و التي هي آخر ما يريد الإنسان أن يفكر به. و تتلخص الطريقة المتبعة الآن في الطب النفسي للعلاج في إعطاء الإنسان حبوب تعمل على تثبيط إنتاج مادة السيروتونن في الدماغ البشري، و اثبتبت هذه الطريقة فشلها في علاج هذه الاضطرابات النفسية.

ماهية العدو الرئيسي للإنسان كما تم ذكره في القرآن الكريم
إذا ما تفكر الإنسان في الأفكار التي تأتي للإنسان الذي يطلق عليه بالمريض النفسي فإنه يرى بأن هدفها هو التسبب بالألم، الكآبة، الضيق، اليأس، عدم القدرة على التركيز، بالإضافة إلى العديد من الأفكار التي تسبب بالألم النفسي.
و يمكن أن يستنتج الإنسان أن هذه الأفكار يجب أن تنبع من عدو له، و هذا العدو يريد للإنسان أن يعيش في ألم و مشقة. و التشخيص بأن الدماغ البشري يصدر مثل هذه الأفكار خاطئ تماما، فكيف لدماغ أن يعذب ذاته؟ و بالتالي هناك الحاجة لمعرفة العدو الذي يتسبب للناس بهذه الأفكار الهدامة.
يبين لنا الله عز و جل هذا العدو في القرآن الكريم في سورة البقرة (آية 168) و هذا من جوانب رحمة المولى بعبادة، حيث يقول الحق ما يلي:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
يبين الله عز و جل في هذه الآية الكريمة أن الشيطان هو عدو للإنسان. و يمكن الاستنتاج أيضا بأن الشيطان يريد المشقة، الألم، و العذاب للإنسان. و إذا ربطنا هذا كله مع قول الحق في سورة البقرة (آية 169):
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
و بالتالي يمكن الاستنتاج أن الشيطان هو المسؤول عن أفكار السوء، الفحشاء، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان و التي يعاني منها الذين يطلق عليهم بالمرضى النفسيين.

فهم الناس للشيطان
من رحمة الله عز و جل على الناس أنه أنزل هداه في الكتب السماوية مثل التوراة، الإنجيل، و القرآن الكريم. و في جميع هذه الكتب حذر الله عز و جل الناس من عدوهم الرئيسي (الشيطان) و لأن معظم الناس هجروا الله عز و جل و هداه فإنهم لا يعرفوا أي شيء عن الشيطان و طرق تأثيره عليهم و في هذه الأيام إذا سألت إنسان عن الشيطان و كيف يؤثر عليه فإنك ستسمع أحد الأجوبة التالية:
إنسان ملحد: سيقول لك أن الشيطان غير موجود.
إنسان نصراني: سيقول لك أن الشيطان موجود و لكنه شخصية خرافية و لا يؤثر على الإنسان على الإطلاق.
إنسان مسلم: سيقول لك أن الشيطان موجود و لكنه لا يعرف كيف يؤثر عليه.
وكما سيتبين في هذا البحث فإن هذا الجهل بالشيطان خطير و مدمر جدا. و لهذا السبب حذر الله عز و جل الناس من الشيطان في جميع رسالاته.

القرآن الكريم
أرسل الله عز و جل رسالاته للناس عبر العصور ليرتقي بهم إلى المكانة التي أرادها لبني آدم. و آخر هذه الرسالات هي القرآن الكريم الذي هو وحي من الله عز و جل لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم. و يبين الله عز و جل في القرآن الكريم للناس كل شيء بخصوص الشيطان و طرق تأثيره عليهم لكي لا يقعوا في مصائده و لا يؤذيهم عدو الله و عدوهم.
و يبين الله عز و جل في القرآن الكريم أن هذا الكتاب هو رحمة و شفاء للناس (سورة الإسراء (آية 82)):
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا

تشخيص الاضطرابات النفسية بهدي القرآن الكريم
من الممكن استنتاج الأمور التالية عن طريق التفكر في القرآن الكريم و سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم:
• أن لكل إنسان صوت نفس: وهو الصوت الذي ينطق به الإنسان. و لهذا الصوت ذبذبة معينة تميز صوت الإنسان عن صوت غيره و عندما يفكر الإنسان مع نفسه بهدوء فإنه يسمع الصوت الذي ينطق به في عقله. و هذا يسمى صوت نفس الإنسان و هو الصوت الذي ينطق و يفكر به الإنسان. ويمكن استنتاج هذا من آية (16) من سورة ق:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
• أن لكل إنسان قرين (شيطانه): من المعروف أيضا في الشريعة الإسلامية أن لكل إنسان قرين موكل بالإنسان من لحظة الولادة إلى الممات. و يريد هذا القرين أن يتسبب بالألم و الضلال للإنسان الموكل به. و الحكمة من أن يوكل قرين بالإنسان هو امتحان من المولى للناس ليرى فيما إذا سيجاهد الإنسان هذا القرين و يتمسك بهدى الله عز و جل. كما يقول الحق في سورة النساء (آية 38):
وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً
و لكن كيفية تأثير هذا القرين على الإنسان غير معروف لكثير من الناس و سيبين هذا البحث إن شاء الله تعالى كيفية تأثير قرين الإنسان (شيطانه) عليه.

الكيفية التي يؤثر بها قرين الإنسان (شيطانه) عليه
يبين الله عز و جل طريقة تأثير قرين الإنسان (شيطانه) عليه بالكامل في القرآن الكريم، و هذا يمكن معرفته عن طريق التفكر في الآيات التالية (سورة الاسراء (آية 64)):
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
يعلمنا الله عز و جل أن الشيطان يخدع و يستفز الإنسان بالأفكار المحتواه في صوته (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ). و السؤال الآن هو عن ماهية صوت قرين الإنسان (شيطانه). يهدينا الله عز و جل إلى الاجابة على هذا السؤال في سورة الناس (آية 4):
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ
فيعلمنا الله عز و جل أن قرين الإنسان (شيطانه) يوسوس (أي يتحدث للإنسان) و لكنه في ذات الوقت يتخفى منه (الْخَنَّاسِ). فالسؤال الآن هو كيف يستطيع قرين الإنسان أن يتحدث إليه و في ذات الوقت يتخفى منه؟ الإجابة على هذا السؤال مبينه فيما يلي.

كيف يستطيع قرين الإنسان (شيطانه) أن يتحدث للإنسان و في ذات الوقت لا يشعره بوجوده؟
تكمن الإجابة على هذا السؤال في آية 168 من سورة البقرة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
فتكمن الخطوة الأولى في الإجابة على السؤال حول كيفية تحدث قرين الإنسان (شيطانه) له و في ذات الوقت التخفي منه في وصف الله عز و جل بأن الشيطان هو عدو مبين للإنسان. فيستطيع العدو أن يتسبب في عذاب و ألم كبيرين للإنسان إذا أقنعه بأنه غير موجود، و العدو يحقق ذلك بالتخفي من الطرف الآخر. فالطريقة الوحيدة التي يستطيع من خلالها قرين الإنسان (شيطانه) التخفي من الإنسان هي عن طريق مطابقة الشيطان لصوته مع صوت نفس الإنسان (أي مع الصوت الذي يفكر به الإنسان مع نفسه).
و بالتالي الطريقة التي يتخفى عن طريقها قرين الإنسان (شيطانه) منه هي عن طريق مطابقة قرين الإنسان لصوته من حيث النبرة، الذبذبة، اللغة، و الأسلوب لصوت نفس الإنسان الذي يفكر و ينطق به الإنسان ليوهمه بأنه عندما تأتيه فكرة تتسبب له بالضيق و الألم النفسي فيعتقد الإنسان بأنه يفكر مع نفسه بها و لكن في الحقيقة مصدر هذه الفكرة هي قرين الإنسان (شيطانه) ليتسبب له بالألم و العذاب
إثبات علمي للاستنتاج حول كيفية تأثير قرين الإنسان (شيطانه) عليه
تبين صورة 2 الإثبات العلمي للاستنتاج من القرآن الكريم حول الآلية التي يؤثر بها قرين الإنسان (شيطانه) عليه. حيث أن الله عز و جل يعلمنا في آية 168 في سورة البقرة أن الشيطان عدو للإنسان و العدو يريد للطرف الآخر الضيق، الألم، و العذاب.
و بما أن الشيطان عدو للإنسان فلذلك يريد له الضيق، الألم، و العذاب. و بالمحصلة يمكن الاستنتاج أن الشيطان هو المسبب الوحيد للاضطرابات النفسية. و لإثبات هذا الأمر بالدليل العلمي، إذا سألت طبيب نفسي حول الأفكار التي يشتكي منها الذين يطلق عليهم مرضى نفسيين، فالجواب هو التالي:
1. أفكار السوء: أفكار تقول للإنسان أن يؤذي نفسه (مثل أفكار الانتحار) و أن يؤذي غيره (مثل شتم و ضرب الآخرين).
2. أفكار الفحشاء: أفكار تقول للإنسان أمور بذيئة و تخيلات جنسية بذيئة و مشوهه.
3. أفكار الاساءة للقيم الدينية: مثل أفكار الإساءة للخالق عز و جل، الشرك، و التشكيك بالقيم الدينية.
وذكرت هذه الأعراض في كتاب مرجعي في الطب النفسي بعنوان:
(Tormenting Thoughts and Secret Rituals) Author: Ian Osborn
فإذا ما قورنت هذه الأفكار بالأفكار التي يوسوس بها قرين الإنسان (شيطانه) له بها و هي السوء، الفحشاء، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان فنجد تطابق كامل بين الاثنين. وهذا يمثل إثبات علمي للاستنتاج من القرآن الكريم بأن الشيطان يوسوس للإنسان عن طريق مطابقة صوته للصوت الذي يفكر به الإنسان مع نفسه.
الآلية التي يؤثر بها قرين الإنسان (شيطانه) عليه كما ذكرت في السنة النبوية الشريفة
نجد أنّه في سنة حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم شرح كامل لكيفية تأثير الشيطان على الإنسان و إثبات لصدق الاستنتاج حول وسوسة و تخفي قرين الإنسان و الحديث التالي هو مثال على ذلك:
قال الامام أحمد: حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمذاني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله اني لاحدث نفسي بالشيء لأن اخر من السماء أحب الي ان اتكلم به فقال: فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة))
رواه أبو داود و النسائي من حديث منصور زاد لنسائي و الأعمش كلاهما عن ذر بة.
فمن تدبّر هذا الحديث الشريف نجد أن شخصا قدِم إلى النبي صلّى الله عليه و سلّم و قال له أني لأحّدث نفسي بالشيء وهذا هو الشيء نفسه الذي يقوله ما يسمى بالمريض النفسي عندما يذهب إلى الطبيب النفسي و يقول له بأنّه يسمع أصوات تحدثه بأمور أبعد ما تكون عن نفسه. ونجد بأن النبي صلّى الله عليه و سلّم لم يقل لذلك الرجل أنه مجنون أو أن عليه أن يأخذ مهدئات ولكن كان جواب حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم أنه قال للرجل بما معناه أن المسبب لهذه الوساوس و الأفكار هو الشيطان و هذا يمكن استنتاجه من قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم عندما حمد الله عز و جل أنه رد كيد الشيطان إلى الوسوسة.

تحفيز الشيطان للعقد العصبية في الدماغ البشري عن طريق صوته
تعوّذ الرسول صلّى الله عليه و سلّم من الشيطان الرجيم بقوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه. و النفث هو عبارة عن إخراج هواء بلا لعاب فإذا يمكن الاستنتاج من قول الرسول صلّى الله عليه و سلّم أن الشيطان ينفث (أي يخرج هواء بلا لعاب) للإنسان ولكن السؤال هو لماذا يعمل الشيطان هذا العمل؟
يكمن الجواب على هذا السؤال في آية (4) من سورة الفلق:
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ
النفاثات عبارة عن صيغة مبالغة تؤكد كثرة و شدة النفخ و لا علاقة لها بتحديد الجنس مثل علاّمه أي كثير العلم. فإذن هناك شر وأذى من كثرة و شدة نفخ الشيطان في العقد. والسؤال الآن هو عن ماهية هذه العقد؟ يكمن الجواب على هذه السؤال في آية 21 من سورة الذاريات:
وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
حيث يرشدنا الخالق جلّ و على إلى النظر و التفكر في خلقنا. فإذا ما درسنا جسم الإنسان و بالأخص الدماغ البشري نجد أنه يتألف من عقد عصبية حيث أن كل عقدة في الدماغ تكون مسؤولة عن وظيفة معينة
فعلى سبيل المثال هناك عقدة عصبية في الدماغ مسؤولة عن البصر و السمع وغيرها من الحواس. وهناك عقد مسؤولة عن الشعور بالفرح, الحزن و غيرها من العواطف. و توّلد هذه العقد شعور بالفرح عن طريق إفراز مواد كيميائية عند تحفيزها وهذه المواد الكيميائية تعمل على إرتخاء العضلات و بذلك يشعر الإنسان بالراحة. و بالمثل هناك عقد عصبية عند تحفيزها فإنها تفرز مواد كيميائية تعمل على انقباض العضلات و انقباض الصدر و إعطاء شعور بالحزن. ومن الجدير بالذكر و سبحان الله العظيم أن هذه العقد يمكن أن تحفّز عن طريق الاهتزازات الناتجة من الصوت (أي النفث) و التي تولّد اهتزازات في العقد العصبية مما يؤدي إلى تحفيزها.
فإذن العقد المذكورة في سورة الفلق ليست عقد السحر و الساحرات و إنما هي العقد العصبية في الدماغ و نلاحظ (سبحان الله العظيم) أن وصف العقد هو أفضل وصف لهذه التكتلات العصبية في الدماغ.
وعليه فإن قرين الإنسان (الشيطان) ينفث في هذه العقد ليولّد شعورا مطابقا لما يجب أن يشعر به الإنسان عندما تأتيه الفكرة المحتواة في وسواس الشيطان. فعلى سبيل المثال إذا تضّمن الوسواس فكرة فيها فحشاء فإن الشيطان ينفث في العقدة العصبية التي تولّد ارتخاء في العضلات و شعورا بالفرح ليوهم ذلك الإنسان أن هذه الفكرة صحيحة و أنه يجب عليه أن يطبقها لما فيها من راحة و سعادة له. وإذا وسوس الشيطان للإنسان بفكره فيها قلق و تعب له فإنه ينفث في العقدة العصبية التي تولّد الشعور بالحزن و انقباض الصدر ويظن الإنسان أن الفكرة التي جاءته هي حقيقة و أنها سوف تحدث مما يؤدي بالإنسان إلى الاستفزاز الجسدي و الألم النفسي.
فالهدف من نفث الشيطان في العقد العصبية الموجودة في الدماغ البشري هو محاولة إقناع الإنسان بصدق أكاذيبه الموجودة في وساوسه (الصوت المطابق لصوت النفس) عن طريق إعطاء الإنسان شعورا جسديا مطابقا لما يجب أن يشعر به الإنسان عند سماعه للفكرة التي وسوس بها الشيطان له.
توضح الأمثلة التالية كيفية استخدام الشيطان للنفث في العقد العصبية:
• الحث على الزنا: يُسمع قرين الإنسان (شيطانه) الإنسان أفكار و كأنه يفكر مع نفسه بها تقول له بأن يستمتع بحياته و أن الزنا تصرف إنساني طبيعي و أن معظم الناس يقومون به. و في ذات الوقت يقوم القرين بالنفخ في العقد العصبية للدماغ لتوليد مشاعر نشوة و سعادة في نفس الإنسان. و يقول الشيطان للإنسان (أنه بما أنك تشعر بكل هذه السعادة عندما تقوم بمثل هذا العمل إذا هذا العمل صحيح).
• تنفير الناس من الإسلام: عندما يفكر الإنسان بدين الإسلام و بالقرآن الكريم، يقوم قرين الإنسان بوضع أفكار في عقله مثل:
o أنظر إلى قساوة المسلمين و كيف أنهم يفعلوا كذا و كذا
o بأن القرآن الكريم يسمح بتعدد الزوجات فأنظر إلى هذه التعاليم.
وإذا تفكر الإنسان بهذه الأفكار فإنه يدرك بأنها مصممة لإبعاده عن القرآن الكريم و عن هدى الله عز و جل. و هذا يعزز قول الله عز و جل بأن الشيطان عدو مبين للإنسان و أنه لا يريد للإنسان أن يرى رحمة الله عز و جل و هداه في القرآن الكريم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.azragvillage.net.tc
الفكي الامين ::التوم::

الفكي الامين ::التوم::


المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 11/02/2008

الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن Empty
مُساهمةموضوع: الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن ::باقي   الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن I_icon_minitimeالخميس مارس 13, 2008 9:49 am

تأثير قرين الإنسان (شيطانه) في الحلم
الطريقة الثالثة التي يحاول الشيطان أن يخدع بها الإنسان هي عن طريق الحلم في المنام. يذكر الرسول صلّى الله عليه و سلّم في الحديث التالي ما يمكن أن يرى الإنسان في المنام:
حدّثنا يحيى بن بُكير حدَّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب عن أَبي سَلمة «أَنَّ أبا قتادةَ الأَنصاريَّ ـ وكان من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفرسانهِ ـ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان. فإذا حَلم أَحدكُم الحلم يكرهه فليبصقْ عن يساره ولْيستعذ بالله منه فلن يَضرَّه.
فالإنسان يمكن أن يرى الشيء الذي يسّره و الذي فيه قرب إلى الله عز و جل مثل أنه في الجنة، في صلاة، أو يقراء القرآن الكريم. كل هذه الأمور التي تسُر الإنسان في المنام هي رؤية من الله عز و جل و تأتي للإنسان الصالح الذي فيه خير و قرب إلى المولى عز و جل. أما الشيء الثاني الذي يمكن أن يراه الإنسان في المنام فهو التالي:
- الصور المرعبة للإنسان
- الصور البذيئة و ممارسة أمور بذيئة
- قيام الإنسان بأعمال بعيده كل البعد عن طهارة نفسه و لا ترضي الله عز و جل
- شيء يوحي له أفكارا على نقيض من هدى الله عز و جل في القرآن الكريم
وغيرها من الأمور التي تبعث القلق، الاضطراب، و الاستفزاز للإنسان. فكل هذه الأمور مصدرها قرين الإنسان (شيطانه) و لكي يصدّق الشيطان هذه الأكاذيب التي يريها للإنسان في المنام فإنه ينفث في العقد العصبية في دماغ ذلك الشخص و يحفزّها لكي تصدر أحاسيس مطابقة للصور التي يراها الإنسان في منامه. ويهدف الشيطان من هذا العمل إقناع الإنسان أن هذه الأمور التي يراها في منامه صحيحة و أن الذي يراه في منامه هو نفسه الحقيقية و أن عليه أن ينفذ الذي يراه في منامه في اليقظة.
وفيما يخص الأمور العقائدية يستخدم الشيطان نفس الأسلوب في المنام ليحاول أن يصدّق على الإنسان أمور عقائدية خاطئة و بعيده كل البعد عن هدى الله عز و جل و عن الصراط المستقيم. بحيث يمكن أن يأتي الشيطان بصورة ملك أو و رجل صالح و يقول أمورا القصد منها تضليل الشخص مثل أن الله عز و جل له أولاد، الملائكة إناث، وكل شيء مغاير لهدى الله عز و جل في القرآن الكريم. يحاول الشيطان أن يقنع الإنسان بصدق هذه الأقاويل عن طريق وضعه في الحلم في بيئة توحي له بصدق هذه الأكاذيب و يقول الشيطان للإنسان أنه عليه أن يبلّغ هذه الأقاويل للناس. ويهدف الشيطان من ذلك تضليل الشخص و لتكون فتنه لإضلال الناس و صرفهم عن صراط الله المستقيم كما يقول الحق في القرآن الكريم في سورة الأعراف (آية 16) بأن الشيطان الرجيم وعد الله عز و جل بأنه سيحاول صرف بني آدم عن صراط الله المستقيم:
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
يبين الحديث التالي جوانب أخرى لتأثير الشيطان على الإنسان في الحلم: حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ أَنَّهُ قَالَ لأَعْرَابِيَ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ. فَأَنَا أَتَّبِعُهُ. فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ وَقَالَ: «لاَ تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ».
السؤال الأول الذي ينتج مما ذكر أعلاه هو: كيف يستطيع الشيطان أن يولد أحلام مزعجة للإنسان؟
تكمن الإجابة على هذا السؤال في أن الشيطان يستطيع أن يأخذ صور و أشكال لأشياء تعرفها مثل الوالدة، الأخت، الأب، و غيرها. و بعدها يحاول أن يقنعك الشيطان بأنك قمت بأعمال بذيئة في حلمك.
السؤال الثاني هو: لماذا قال محمد صلى الله عليه و سلم بأن لا يخبر الإنسان ماذا رآى بالحلم للآخرين؟
تبين الإجابة على هذا السؤال حكمة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم في هذا القول. و السبب في ذلك هو أن الصور و الأقوال التي يريك و يسمعك إياها قرينك في المنام تحتوي على ضلال و تشويش للإنسان و إذا تمت مشاركتها مع الآخرين فإنها مصدر ضلال و فتنه للناس.

كيف يمكنك التفريق بين أفكارك و أفكار قرينك (شيطانك)؟
يتكلم قرين الإنسان مع الإنسان بصوت مطابق لصوت نفس الإنسان فالسؤال الآن هو حول كيفية فصل صوت نفس الإنسان عن صوت قرينه؟ يكمن الجواب في تحليل الأفكار التي تحتويها الوساوس التي يسمعها الإنسان في عقله. فإذا سمع الإنسان صوتا في عقله يوحي له بأفكار فيها:
• السوء: أفكار تبعث على اليأس، الحزن، بـأنه لا معنى للحياة، وغيرها من الأفكار التي تشجع الإنسان على إيذاء نفسه (عن طريق الانتحار و عمل جروح متعمدة) و إيذاء الغير (الشتم، الغيبة، و غيرها).
• الفحشاء: أفكار فيها تصورات بذيئة و إقناع للإنسان بجواز الزنا.
• القول على الله بما لا يعلم الإنسان: أفكار تشوه هدى الله عز و جل و تشكك الإنسان بالله و بالقرآن الكريم. بالإضافة إلى إعطاء قرين الإنسان (شيطانه) تفاسير خاطئة للقرآن الكريم و السنة. بالإضافة إلى أفكار أن الله عز و جل له شركاء في حكمه.
فيكون مصدر هذا الصوت و الأفكار قرين الإنسان (شيطانه).

ما هو هدف قرين الإنسان (شيطانه) من إسماع الإنسان للأفكار المذكورة أعلاه؟
من رحمة الله عز و جل بالناس أنه يبين في القرآن الكريم الذي يريده الشيطان من الإنسان، حيث يبين الحق بأن الشيطان عدو مبين للإنسان و يريد إلحاق التالي بالإنسان:
• السوء بالنفس: يريد قرين الإنسان (شيطانه) أن يعذب الإنسان نفسه عن طريق التعذيب الذاتي، الكآبة، و غيرها. و يحقق الشيطان ذلك عن طريق الوسوسة للإنسان بالصوت المطابق لصوت النفس (وكأن الإنسان يفكر مع نفسه بهذه الأفكار) بأفكار مثل أن حياتك لا قيمة لها و أن حظك سيء في هذه الحياة و غيرها من الأفكار. ولأن الشيطان لا يستطيع إيذائك ماديا فيقوم باستخدام الإنسان عن طريق إقناعه بالقيام بالأمور التي يوسوس له بها بإيذاء نفسه.
• إيذاء الآخرين: عن طريق الشتم، التخريب، البطش، و غيرها. و يحقق الشيطان ذلك عن طريق الوسوسة للإنسان بأفكار مثل أنك أفضل من الآخرين فعاملهم بسوء، بأن الشخص الآخر أراد بما قاله لك أن يقول بأنك لا تساوي شيئا، و غيرها. ولأن الشيطان لا يستطيع أن يؤذي الإنسان ماديا فيستخدم أناس آخرين و يوسوس لهم ليؤذوا الآخرين بأفعالهم.
• الفحشاء: يريد قرين الإنسان (شيطانه) للناس أن يسفهوا أنفسهم و يكسبوا غضب بارئهم، و لذلك يقوم بالوسوسة لهم بأفكار و تصورات في عقلهم عن ممارسات جنسية بذيئة و يقوم بإقناعهم بأن هذه الأعمال صحيحة.
• القول على الله بما لا يعلم الإنسان: يريد الشيطان للناس أن يكسبوا غضب المولى عز و جل و أن ينتهي بهم الأمر في جهنم. و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان (شيطانه) بالوسوسة للإنسان عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس بأفكار خاطئة عن البارئ عز و جل. على سبيل المثال، يوسوس قرين الإنسان (شيطانه) للإنسان أفكار مثل أن للخالق ابن (عيسى عليه السلام) و هذا شيء يغضب الله عز و جل و يذهب بالإنسان الذي يؤمن بهذا الشيء إلى جهنم.
• كثرة النسيان: يريد الشيطان أن تكون حياة الإنسان في تخبط، و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان بالوسوسة له بأفكار لا فائدة منها في عقله، مما يجعل الإنسان ينسى الأمور الهامة في حياته.
• ضعف التركيز: يريد الشيطان للإنسان أن يفشل في كل شيء يقوم به و أن يكون أي عمل يقوم به الانسان أصعب عليه، و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان (شيطانه) بالوسوسة له عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس و يضع الإنسان في محادثة في عقله (أي كأنه يتحدث و يرد على نفسه) وهذا يتم عن طريق تصوير موقف معين في عقل الإنسان و يبدأ قرين الإنسان باستفزاز الإنسان ليرد على أقواله في المحادثة فيبدأ الإنسان بالرد على الشيطان و من ثم يرد الشيطان عليه و تمضي ساعات و الإنسان منهمك في محادثة في عقله (كأنه يتحدث مع نفسه) و هو في الحقيقة لا يتحدث مع نفسه و إنما مع قرينه. يهدف الشيطان من وراء ذلك العمل أن يضيّع وقت الإنسان و يصدّه عن ذكر الله و ينسيه العبادات.

كيفية علاج الاضطرابات النفسية بهدي القرآن الكريم و السنة: كيفية التعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه)؟
يهدينا الله عز و جل في القرآن الكريم الى كيفية التعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه)، حيث أنه يمكن تلخيص هذا الأمر في الخطوتين التاليتين:
الخطوة الأولى: يمكن استنتاج الخطوة الأولى من آية 36 في سورة فصلت:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
حيث يعلمنا الله عز و جل أنه عندما تأتي للإنسان أفكار من قرينه فعليه أن يستعيذ بالله عز و جل من الشيطان الرجيم. و معنى ذلك هو أن يتذكر الإنسان عندما يستعيذ بالله أن مصدر هذه الفكرة التي أتته هو قرين الإنسان (شيطانه) و ليس نفسه، و بالتالي لا يلوم نفسه على سماع هذه الفكرة و أن الله عز و جل لن يحاسبه عليها. و لكن سيحاسب الله الإنسان فيما إذا صدقها و عمل بها أم لا.
الخطوة الثانية: يجب على الإنسان بعد الاستعاذة تطبيق الخطوة التالية و التي يمكن تعلمها من سورة البقرة (آية 168):
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
يعظنا الله عز و جل في هذه الآية الكريمة أن لا يتبع الإنسان خطوات الشيطان، و معنى هذا هو أن لا يوافق الإنسان قرينه على الأفكار التي يسمعها له في عقله و أن لا ينفذها. و هذه التوجيهات من الله عز و جل نجدها في هدى محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف التالي:
حدّثنا يحيى بنُ بُكَيرٍ حدَّثنا الليثُ عن عُقَيلٍ عن ابنِ شهابٍ قال: أخبرني عروة بنُ الزُّبَيرِ قال أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا ؟ من خَلقَ كذا ؟ حتى يقول: من خَلقَ ربَّك ؟ فإذا بلَغَهُ فَليَسْتعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ». (صحيح البخاري)
و بالتالي يمكن الاستنتاج أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه) هي تذكر الله عز و جل و تذكر أن مصدر الأفكار التي تحتوي على السوء، الفحشاء، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان هو الشيطان و ليس نفس الإنسان. و من ثم يجب على الإنسان أن لا يفكر في هذه الأفكار و أن لا يدخل في حلقة شرسة من نفيها و التفكير فيها. و يجب على الإنسان أن يفكر في الأمور التي يريد هو أن يفكر فيها و أن لا تهمه وساوس و أفكار الشيطان.

رسالة من الله عز و جل للناس أجمعين بخصوص الشيطان
هناك رسالة من الله عز و جل للناس بخصوص عدوهم الرئيسي (الشيطان) في سورة الكهف (آية 50):
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
حيث يبين الله عز و جل في الآية الكريمة أن الشيطان عدو للإنسان، وهذا العدو يريد للإنسان الكآبة، الاستفزاز، إيذاء النفس و الغير، وغيرها. و يقول الله عز و جل أنكم أيها الناس تتخذوا الشيطان صديق وولي لكم (أي عن طريق موافقته على أفكاره التي يسمعها الانسان في عقله و عصيان الله عز و جل) و تهجروا الله عز و جل الذي أسبغ عليكم رحمته (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا). فعليكم أيها الناس أن تسارعوا إلى ربكم و تتخذوه ولي لكم و أن تتخذوا الشيطان عدو لكم (أي لا توافقوه على أفكاره و لا تنفذوها).
ويقول الحق جل و على في الآيات (60-62) من سورة يس:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ
يصف الله عز و جل أنه عهد إلى بني آدم أن لا يعبدوا الشيطان و هذا تم عن طريق كشف الله عز و جل لتأثير الشيطان على الإنسان في القرآن الكريم بصورة كاملة. ووصّى الله عز و جل الناس أن لا يأخذوا قرنائهم (شياطينهم) أولياء (أي أن لا يوافقوا شياطينهم عن طريق موافقتهم للأفكار التي يوسوسون لهم بها) ووصى الله عز و جل أيضا بإتباع هداه في القرآن الكريم.
و يوم القيامة يقول الله عز و جل للناس بأن الشيطان قد أضل الكثير منهم و يسألهم أفلم تكونوا تعقلون (أي أفلم تعقلوا كيف كان يخدعكم الشيطان و يحاول إضلالكم عن سبيل الله عز و جل و ألم يعقل الناس بأن التمسّك بكتاب الله عز و جل وفهمه هو الحل).

رحمة الله عز و جل بالناس
يقول الحق جل و على في آية (82) من سورة الإسراء:
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا
نجد أن الله عز و جل خصص الشفاء و الرحمة في القرآن الكريم للمؤمنين, و المؤمن هو الذي يسمع و يفهم و يطبّق القرآن الكريم في حياته و يسعى دائما لإعلاء كلمة الله عز و جل. و يقول الله عز و جل أن القرآن الكريم يزيد الظالم الذي ظلم نفسه بابتعاده عن كتاب الله عز و جل خسرانا في الدنيا و الآخرة. نجد تطابق بين قول الله عز و جل في أن الابتعاد عن فهم كتابه و تطبيقه في حياة الإنسان يسبب الخسارة في الدنيا و الآخرة وبين الحديث التالي من سنة حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أتاني جبريل عليه السلام, فقال: يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك, فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ فقال: كتاب الله تعالى, به يقصم الله كل جبار, من اعتصم به نجا و من تركه هلك مرتين, قول فصل و ليس بالهزل, لا تختلقه الألسن و لا تفنى أعاجيبه, فيه نبأ ما كان قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما هو كائن بعدكم. (مسند أحمد)
نجد أن جبريل يخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن الذي يترك القرآن الكريم يهلك مرتين أي مرة في الدنيا و مرة في الآخرة. و نجد أن ابتعاد المسلمين عن فهم كتاب الله عز و جل و تطبيقه في حياتهم زاد في تأثير الشيطان عليهم و على غيرهم و تسببه بالألم النفسي و الضلال. في حين أن الذي يفهم و يطبق القرآن الكريم في حياته لن يحتاج إلى الرجوع إلى علم ناقص و مبني على أهواء و فرضيات لا أساس لها من الصحة كما هو الحال في الطب النفسي المعاصر.
ويؤكد الله عز و جل أنه أرسل محمد صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين (آية 107 – سورة الأنبياء):
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
و نجد صدق هذا الأمر في أن أحاديث محمد صلى الله عليه و سلم تحتوي على المعرفة التي تؤدي إلى سعادة الإنسان إذا ما تفكر في هذه الأحاديث و فهمها و عمل بها.
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

هذا الموضوع مقتبس من كتاب
د. زيد قاسم محمد غزاوي
وانشاء الله سوف احاول نشر بعضاً من بحوثه وكتبه

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.azragvillage.net.tc
 
الاضطرابات النفسية: تشخيص و علاج بهدي القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التكينـــــــــة :: المكتبة الاسلامية-
انتقل الى: