تأثير قرين الإنسان (شيطانه) في الحلم
الطريقة الثالثة التي يحاول الشيطان أن يخدع بها الإنسان هي عن طريق الحلم في المنام. يذكر الرسول صلّى الله عليه و سلّم في الحديث التالي ما يمكن أن يرى الإنسان في المنام:
حدّثنا يحيى بن بُكير حدَّثنا الليث عن عُقيل عن ابن شهاب عن أَبي سَلمة «أَنَّ أبا قتادةَ الأَنصاريَّ ـ وكان من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وفرسانهِ ـ قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان. فإذا حَلم أَحدكُم الحلم يكرهه فليبصقْ عن يساره ولْيستعذ بالله منه فلن يَضرَّه.
فالإنسان يمكن أن يرى الشيء الذي يسّره و الذي فيه قرب إلى الله عز و جل مثل أنه في الجنة، في صلاة، أو يقراء القرآن الكريم. كل هذه الأمور التي تسُر الإنسان في المنام هي رؤية من الله عز و جل و تأتي للإنسان الصالح الذي فيه خير و قرب إلى المولى عز و جل. أما الشيء الثاني الذي يمكن أن يراه الإنسان في المنام فهو التالي:
- الصور المرعبة للإنسان
- الصور البذيئة و ممارسة أمور بذيئة
- قيام الإنسان بأعمال بعيده كل البعد عن طهارة نفسه و لا ترضي الله عز و جل
- شيء يوحي له أفكارا على نقيض من هدى الله عز و جل في القرآن الكريم
وغيرها من الأمور التي تبعث القلق، الاضطراب، و الاستفزاز للإنسان. فكل هذه الأمور مصدرها قرين الإنسان (شيطانه) و لكي يصدّق الشيطان هذه الأكاذيب التي يريها للإنسان في المنام فإنه ينفث في العقد العصبية في دماغ ذلك الشخص و يحفزّها لكي تصدر أحاسيس مطابقة للصور التي يراها الإنسان في منامه. ويهدف الشيطان من هذا العمل إقناع الإنسان أن هذه الأمور التي يراها في منامه صحيحة و أن الذي يراه في منامه هو نفسه الحقيقية و أن عليه أن ينفذ الذي يراه في منامه في اليقظة.
وفيما يخص الأمور العقائدية يستخدم الشيطان نفس الأسلوب في المنام ليحاول أن يصدّق على الإنسان أمور عقائدية خاطئة و بعيده كل البعد عن هدى الله عز و جل و عن الصراط المستقيم. بحيث يمكن أن يأتي الشيطان بصورة ملك أو و رجل صالح و يقول أمورا القصد منها تضليل الشخص مثل أن الله عز و جل له أولاد، الملائكة إناث، وكل شيء مغاير لهدى الله عز و جل في القرآن الكريم. يحاول الشيطان أن يقنع الإنسان بصدق هذه الأقاويل عن طريق وضعه في الحلم في بيئة توحي له بصدق هذه الأكاذيب و يقول الشيطان للإنسان أنه عليه أن يبلّغ هذه الأقاويل للناس. ويهدف الشيطان من ذلك تضليل الشخص و لتكون فتنه لإضلال الناس و صرفهم عن صراط الله المستقيم كما يقول الحق في القرآن الكريم في سورة الأعراف (آية 16) بأن الشيطان الرجيم وعد الله عز و جل بأنه سيحاول صرف بني آدم عن صراط الله المستقيم:
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
يبين الحديث التالي جوانب أخرى لتأثير الشيطان على الإنسان في الحلم: حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيْثٌ. ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ. أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللّهِ أَنَّهُ قَالَ لأَعْرَابِيَ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ. فَأَنَا أَتَّبِعُهُ. فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ وَقَالَ: «لاَ تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ».
السؤال الأول الذي ينتج مما ذكر أعلاه هو: كيف يستطيع الشيطان أن يولد أحلام مزعجة للإنسان؟
تكمن الإجابة على هذا السؤال في أن الشيطان يستطيع أن يأخذ صور و أشكال لأشياء تعرفها مثل الوالدة، الأخت، الأب، و غيرها. و بعدها يحاول أن يقنعك الشيطان بأنك قمت بأعمال بذيئة في حلمك.
السؤال الثاني هو: لماذا قال محمد صلى الله عليه و سلم بأن لا يخبر الإنسان ماذا رآى بالحلم للآخرين؟
تبين الإجابة على هذا السؤال حكمة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم في هذا القول. و السبب في ذلك هو أن الصور و الأقوال التي يريك و يسمعك إياها قرينك في المنام تحتوي على ضلال و تشويش للإنسان و إذا تمت مشاركتها مع الآخرين فإنها مصدر ضلال و فتنه للناس.
كيف يمكنك التفريق بين أفكارك و أفكار قرينك (شيطانك)؟
يتكلم قرين الإنسان مع الإنسان بصوت مطابق لصوت نفس الإنسان فالسؤال الآن هو حول كيفية فصل صوت نفس الإنسان عن صوت قرينه؟ يكمن الجواب في تحليل الأفكار التي تحتويها الوساوس التي يسمعها الإنسان في عقله. فإذا سمع الإنسان صوتا في عقله يوحي له بأفكار فيها:
• السوء: أفكار تبعث على اليأس، الحزن، بـأنه لا معنى للحياة، وغيرها من الأفكار التي تشجع الإنسان على إيذاء نفسه (عن طريق الانتحار و عمل جروح متعمدة) و إيذاء الغير (الشتم، الغيبة، و غيرها).
• الفحشاء: أفكار فيها تصورات بذيئة و إقناع للإنسان بجواز الزنا.
• القول على الله بما لا يعلم الإنسان: أفكار تشوه هدى الله عز و جل و تشكك الإنسان بالله و بالقرآن الكريم. بالإضافة إلى إعطاء قرين الإنسان (شيطانه) تفاسير خاطئة للقرآن الكريم و السنة. بالإضافة إلى أفكار أن الله عز و جل له شركاء في حكمه.
فيكون مصدر هذا الصوت و الأفكار قرين الإنسان (شيطانه).
ما هو هدف قرين الإنسان (شيطانه) من إسماع الإنسان للأفكار المذكورة أعلاه؟
من رحمة الله عز و جل بالناس أنه يبين في القرآن الكريم الذي يريده الشيطان من الإنسان، حيث يبين الحق بأن الشيطان عدو مبين للإنسان و يريد إلحاق التالي بالإنسان:
• السوء بالنفس: يريد قرين الإنسان (شيطانه) أن يعذب الإنسان نفسه عن طريق التعذيب الذاتي، الكآبة، و غيرها. و يحقق الشيطان ذلك عن طريق الوسوسة للإنسان بالصوت المطابق لصوت النفس (وكأن الإنسان يفكر مع نفسه بهذه الأفكار) بأفكار مثل أن حياتك لا قيمة لها و أن حظك سيء في هذه الحياة و غيرها من الأفكار. ولأن الشيطان لا يستطيع إيذائك ماديا فيقوم باستخدام الإنسان عن طريق إقناعه بالقيام بالأمور التي يوسوس له بها بإيذاء نفسه.
• إيذاء الآخرين: عن طريق الشتم، التخريب، البطش، و غيرها. و يحقق الشيطان ذلك عن طريق الوسوسة للإنسان بأفكار مثل أنك أفضل من الآخرين فعاملهم بسوء، بأن الشخص الآخر أراد بما قاله لك أن يقول بأنك لا تساوي شيئا، و غيرها. ولأن الشيطان لا يستطيع أن يؤذي الإنسان ماديا فيستخدم أناس آخرين و يوسوس لهم ليؤذوا الآخرين بأفعالهم.
• الفحشاء: يريد قرين الإنسان (شيطانه) للناس أن يسفهوا أنفسهم و يكسبوا غضب بارئهم، و لذلك يقوم بالوسوسة لهم بأفكار و تصورات في عقلهم عن ممارسات جنسية بذيئة و يقوم بإقناعهم بأن هذه الأعمال صحيحة.
• القول على الله بما لا يعلم الإنسان: يريد الشيطان للناس أن يكسبوا غضب المولى عز و جل و أن ينتهي بهم الأمر في جهنم. و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان (شيطانه) بالوسوسة للإنسان عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس بأفكار خاطئة عن البارئ عز و جل. على سبيل المثال، يوسوس قرين الإنسان (شيطانه) للإنسان أفكار مثل أن للخالق ابن (عيسى عليه السلام) و هذا شيء يغضب الله عز و جل و يذهب بالإنسان الذي يؤمن بهذا الشيء إلى جهنم.
• كثرة النسيان: يريد الشيطان أن تكون حياة الإنسان في تخبط، و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان بالوسوسة له بأفكار لا فائدة منها في عقله، مما يجعل الإنسان ينسى الأمور الهامة في حياته.
• ضعف التركيز: يريد الشيطان للإنسان أن يفشل في كل شيء يقوم به و أن يكون أي عمل يقوم به الانسان أصعب عليه، و لتحقيق ذلك يقوم قرين الإنسان (شيطانه) بالوسوسة له عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس و يضع الإنسان في محادثة في عقله (أي كأنه يتحدث و يرد على نفسه) وهذا يتم عن طريق تصوير موقف معين في عقل الإنسان و يبدأ قرين الإنسان باستفزاز الإنسان ليرد على أقواله في المحادثة فيبدأ الإنسان بالرد على الشيطان و من ثم يرد الشيطان عليه و تمضي ساعات و الإنسان منهمك في محادثة في عقله (كأنه يتحدث مع نفسه) و هو في الحقيقة لا يتحدث مع نفسه و إنما مع قرينه. يهدف الشيطان من وراء ذلك العمل أن يضيّع وقت الإنسان و يصدّه عن ذكر الله و ينسيه العبادات.
كيفية علاج الاضطرابات النفسية بهدي القرآن الكريم و السنة: كيفية التعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه)؟
يهدينا الله عز و جل في القرآن الكريم الى كيفية التعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه)، حيث أنه يمكن تلخيص هذا الأمر في الخطوتين التاليتين:
الخطوة الأولى: يمكن استنتاج الخطوة الأولى من آية 36 في سورة فصلت:
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
حيث يعلمنا الله عز و جل أنه عندما تأتي للإنسان أفكار من قرينه فعليه أن يستعيذ بالله عز و جل من الشيطان الرجيم. و معنى ذلك هو أن يتذكر الإنسان عندما يستعيذ بالله أن مصدر هذه الفكرة التي أتته هو قرين الإنسان (شيطانه) و ليس نفسه، و بالتالي لا يلوم نفسه على سماع هذه الفكرة و أن الله عز و جل لن يحاسبه عليها. و لكن سيحاسب الله الإنسان فيما إذا صدقها و عمل بها أم لا.
الخطوة الثانية: يجب على الإنسان بعد الاستعاذة تطبيق الخطوة التالية و التي يمكن تعلمها من سورة البقرة (آية 168):
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ
يعظنا الله عز و جل في هذه الآية الكريمة أن لا يتبع الإنسان خطوات الشيطان، و معنى هذا هو أن لا يوافق الإنسان قرينه على الأفكار التي يسمعها له في عقله و أن لا ينفذها. و هذه التوجيهات من الله عز و جل نجدها في هدى محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف التالي:
حدّثنا يحيى بنُ بُكَيرٍ حدَّثنا الليثُ عن عُقَيلٍ عن ابنِ شهابٍ قال: أخبرني عروة بنُ الزُّبَيرِ قال أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا ؟ من خَلقَ كذا ؟ حتى يقول: من خَلقَ ربَّك ؟ فإذا بلَغَهُ فَليَسْتعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ». (صحيح البخاري)
و بالتالي يمكن الاستنتاج أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع وساوس قرين الإنسان (شيطانه) هي تذكر الله عز و جل و تذكر أن مصدر الأفكار التي تحتوي على السوء، الفحشاء، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان هو الشيطان و ليس نفس الإنسان. و من ثم يجب على الإنسان أن لا يفكر في هذه الأفكار و أن لا يدخل في حلقة شرسة من نفيها و التفكير فيها. و يجب على الإنسان أن يفكر في الأمور التي يريد هو أن يفكر فيها و أن لا تهمه وساوس و أفكار الشيطان.
رسالة من الله عز و جل للناس أجمعين بخصوص الشيطان
هناك رسالة من الله عز و جل للناس بخصوص عدوهم الرئيسي (الشيطان) في سورة الكهف (آية 50):
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا
حيث يبين الله عز و جل في الآية الكريمة أن الشيطان عدو للإنسان، وهذا العدو يريد للإنسان الكآبة، الاستفزاز، إيذاء النفس و الغير، وغيرها. و يقول الله عز و جل أنكم أيها الناس تتخذوا الشيطان صديق وولي لكم (أي عن طريق موافقته على أفكاره التي يسمعها الانسان في عقله و عصيان الله عز و جل) و تهجروا الله عز و جل الذي أسبغ عليكم رحمته (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا). فعليكم أيها الناس أن تسارعوا إلى ربكم و تتخذوه ولي لكم و أن تتخذوا الشيطان عدو لكم (أي لا توافقوه على أفكاره و لا تنفذوها).
ويقول الحق جل و على في الآيات (60-62) من سورة يس:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ
يصف الله عز و جل أنه عهد إلى بني آدم أن لا يعبدوا الشيطان و هذا تم عن طريق كشف الله عز و جل لتأثير الشيطان على الإنسان في القرآن الكريم بصورة كاملة. ووصّى الله عز و جل الناس أن لا يأخذوا قرنائهم (شياطينهم) أولياء (أي أن لا يوافقوا شياطينهم عن طريق موافقتهم للأفكار التي يوسوسون لهم بها) ووصى الله عز و جل أيضا بإتباع هداه في القرآن الكريم.
و يوم القيامة يقول الله عز و جل للناس بأن الشيطان قد أضل الكثير منهم و يسألهم أفلم تكونوا تعقلون (أي أفلم تعقلوا كيف كان يخدعكم الشيطان و يحاول إضلالكم عن سبيل الله عز و جل و ألم يعقل الناس بأن التمسّك بكتاب الله عز و جل وفهمه هو الحل).
رحمة الله عز و جل بالناس
يقول الحق جل و على في آية (82) من سورة الإسراء:
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا
نجد أن الله عز و جل خصص الشفاء و الرحمة في القرآن الكريم للمؤمنين, و المؤمن هو الذي يسمع و يفهم و يطبّق القرآن الكريم في حياته و يسعى دائما لإعلاء كلمة الله عز و جل. و يقول الله عز و جل أن القرآن الكريم يزيد الظالم الذي ظلم نفسه بابتعاده عن كتاب الله عز و جل خسرانا في الدنيا و الآخرة. نجد تطابق بين قول الله عز و جل في أن الابتعاد عن فهم كتابه و تطبيقه في حياة الإنسان يسبب الخسارة في الدنيا و الآخرة وبين الحديث التالي من سنة حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلّم:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أتاني جبريل عليه السلام, فقال: يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك, فقلت له: فأين المخرج يا جبريل؟ فقال: كتاب الله تعالى, به يقصم الله كل جبار, من اعتصم به نجا و من تركه هلك مرتين, قول فصل و ليس بالهزل, لا تختلقه الألسن و لا تفنى أعاجيبه, فيه نبأ ما كان قبلكم و فصل ما بينكم و خبر ما هو كائن بعدكم. (مسند أحمد)
نجد أن جبريل يخبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم أن الذي يترك القرآن الكريم يهلك مرتين أي مرة في الدنيا و مرة في الآخرة. و نجد أن ابتعاد المسلمين عن فهم كتاب الله عز و جل و تطبيقه في حياتهم زاد في تأثير الشيطان عليهم و على غيرهم و تسببه بالألم النفسي و الضلال. في حين أن الذي يفهم و يطبق القرآن الكريم في حياته لن يحتاج إلى الرجوع إلى علم ناقص و مبني على أهواء و فرضيات لا أساس لها من الصحة كما هو الحال في الطب النفسي المعاصر.
ويؤكد الله عز و جل أنه أرسل محمد صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين (آية 107 – سورة الأنبياء):
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
و نجد صدق هذا الأمر في أن أحاديث محمد صلى الله عليه و سلم تحتوي على المعرفة التي تؤدي إلى سعادة الإنسان إذا ما تفكر في هذه الأحاديث و فهمها و عمل بها.
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
هذا الموضوع مقتبس من كتاب
د. زيد قاسم محمد غزاوي
وانشاء الله سوف احاول نشر بعضاً من بحوثه وكتبه