الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبد الله.. وبعد..
إلى كل المربين والدعاة الذين وفقهم الله للعمل الطلابي والدعوة إلى الله وبالاختصاص بالشباب والناشئة دعوة، وتربية، وتعليما ،من خلال المحاضن التربوية، والأنشطة الطلابية
هنيئا لكم الأجر من الله في تربية الجيل على معاني الكتاب والسنة وإخراج جيل يحمل هم الإسلام ويكونوا صالحين مصلحين.. هداة مهتدين.
وتربية النشئ تحتاج إلى مخالطة وكثرة مصاحبة من خلال البرامج التربوية كحلقات التخفيظ والمحاضن التربوية والرحلات والدعوة الفردية (المتابعة)
ومن النصيحة للعاملين والإخوة المربين وجب بيان مشكلة وآفـة قد يقع فيها البعض من دون أن يشعر وهي التعلق بالمردان وعشقهم و لخطر هذه المشكلة وأثرها على العاملين وعلى العمل أحببت أن نقف هذه الوقفات :
أولا/ من هو الأمرد ؟
الأمرد في الاصطلاح/ الشاب الذي بلغ خروج لحيته وطر شاربه ولم تبد لحيته ،ممن تميل الأبصار إليهم،وتتحرك الطباع من بعض الناس إلى الهوى باستحسانهم.
والظاهر أن طرور الشارب وبلوغه مبلغ الرجال ليس بقيد بل هو بيان لغايته وانتهاءه ، وأن ابتداءه حين بلوغه سنا تشتهيه النساء.
ويقاربه المراهق وهو/ إذا قارب الغلام الاحتلام ولم يحتلم فهو مراهق.
ثانيا/ مكيدة شيطانية!!!
لا شك أن الفتنة في النظر إلى الأمرد الصبيح متحققة ، ومن أبلغ كيد الشيطان وسخريته بالمفتونين بالصور أنه يزين لأحدهم أنه يحب ذلك الأمرد لله تعالى ، وأنها أخوة في الله!!! وقد مر معي شاب في المرحلة الثانوية كان من الشباب البارزين في الأنشطة وإمام مسجد في منطقته حصلت علاقة صداقة مع شاب وسيم في نفس المرحلة الدراسية ازدادت هذه العلاقة بشكل غريب كانت الحجة هي دعوة هذا الشاب للنشاط والحلقة لكن النتيجة كانت عكسية إذ انحرفت العلاقة بشكل كبير إلى درجة أن عرف عنهما العلاقة المحرمة حتى في المدرسة وترك المسجد وترك الصلاة!!!
وهذا من خداع النفس إذا علم المسلم من نفسه الافتتان بالمردان ومعلوم أن هذا من باب اتباع الهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدىً من الله }
ثالثا/ من قصص المفتونين:
ذكر الإمام ابن الجوزي_رحمه الله_: عن أبي عبد الله بن الجلاء قال :كنت أنظر إلى غلام نصراني حسن الوجه ، فمر بي أبو عبد الله البلخي،
فقال :أيش وقوفك؟
فقلت : يا عم! أما ترى هذه الصورة كيف تعذب بالنار!!
فضرب بيده بين كتفي و قال: لتجدن غبّها-أي عاقبة هذا الفعل-
قال فوجدت غبها بعد أربعين سنة أن أنسيت القرآن.
وذكر الإمام القرطبي في التذكرة :قصة رجل علق بغلام حتى هام فيه ومرض من شدة وجده عليه حتى أوشك على الهلاك والغلام متمنع منه وبدت عليه علامات الموت فأنشأ يقول :
أسلم يا راحـة العـليـل وبرد ذا الــمدنف الــنـحــيل
رضاك أشهى إلى فؤا دي من رحمة الخالق الجليل
رابعا/ حكم النظر إلى الأمرد بشهوة ؟
أجمع العلماء-رحمهم الله- على حرمة النظر إلى الأمرد الصبيح،( قال ابن عابدين-رحمه الله – \"والمراد من كونه صبيحا : أن يكون بحسب طبع الناظر، ولو كان أسود ،لأن الحسن يختلف باختلاف الطبائع )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – \" وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بالأمرد ولمسه والنظر إليه ، حرام باتفاق المسلمين كما هو كذلك في المرأة الأجنبية \".
قال سعيد بن المسيب: \" إذا رأيتم الرجل يلح النظر إلى غلام أمرد فاتهموه\"
ومصافحة الأمرد الصبيح بقصد التلذذ تعتبر كالنظر إليه بشهوة ، بل ذلك أقوى وأبلغ .نص عليه شيخ الإسلام.
قال أبو سعيد الصعلوكي- رحمه الله تعالى - : سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون ، وهم ثلاثة أصناف ،صنف ينظرون ، وصنف يصافخون، وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث.
فليتق الله من وقع في مثل هذه الخطوات ولا يتبع خطوات الشيطان فيهلك.
خامسا/ الخلوة بالأمرد:
شدد العلماء –رحمهم الله – في أمر الخلوة بالأمرد، لما تفضي إليه من المفاسد، قال الإمام النووي –رحمه الله تعالى – \" وأما الخلوة بالأمرد ، فأشد من النظر إليه ،لأنها أفحش وأقرب إلى الشر ، وسواء من خلا به منسوب إلى الصلاح أو غيره \"
هذا لا شك مع خشية الفتنة والمؤمن خصيم نفسه .
سادسا..وأخيرا يا أحبة العلاج والوقاية00
· ينبغي لإدارة العمل الطلابي أو المؤسسة التربوية أن تتحرى الدقة في اختيار العاملين والمشرفين على الطلاب أو مدرسين الحلقات واستبعاد من عرف عنه محبته للمردان ،أو مجرد ظهرت منه بادرة، فيمنع من الاختلاط بهم أو تعليمهم بأي حال من الأحوال ولا يتساهل في هذه القضية فمشكلة واحدة قد تلوث سمعة العمل وتشوه صورته بل هناك أعمال قد أغلقت بسبب مشكلة واحدة في هذا الجانب فيحرم الناس من خير كبير.
· ومن العلاج والوقاية ما يلي :
1. التوبة النصوح من هذا الذنب.
2. اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع بأن يعصم الله من ابتلي بذلك من الحرام ويطهر قلبه،ويغنيه بحلاله عن حرامه.....
3. الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإنها تورث ألما وعقوبة ،وذلا ،وحسرة ، وندامة ، وتجلب هما وغما وحزنا وخوفا!
4. مراقبة الله في الأقوال والأفعال والنظرات والخطرات، ومحاسبة النفس على كل ذلك
5. الصوم فإنه خير حافظ للعين من النظر لم حرم الله
6. غض البصر وقد قيل (أن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات )
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلــبك يوما أتعبتـــك المنـاظر
رأيت الذي لا كــــله أنت قـــادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
6. البعد عن المعشوق المحبوب وهو علاج ناجح مجرب .
7.البعد عن المثيرات عموما من مشاهد أو مواضع الفتنة كالمسابح وقراءة قصص غرامية أو حتى التوسع في مشاهدة التلفزيون .
8. علو الهمة يمنع صاحبه من الدون والرضى بالذل بإطلاق العنان لشهواته وصاحب المروءة والدين يأنف ذلك.
إذا ما علا المرء رام العلا ويقنع بالدون من كان دون
9. الاعتدال في التزين والتجمل خصوصا من الأحداث وتربيتهم على الرجولة في الأخلاق والخشونة فهو أسلم لهم .
إخوتي في الله هذه الوقفة أكتبها وأنا أعيش في غمار العمل الطلابي و في الأنشطة والمراكز الصيفية فلا تحرموني من رأي أو تعليق ينفع الله به.
كتبها أخوكم :ابن الإسلام