لم أكن أعلم أن للرصيد (الواحد ده) بتاع الموبايلات إستخدامات أخرى إلا بعد جلسة ضمتنى مع بعض الأصدقاء حيث روى أحدهم بانه عندما إستيقظ صباحاُ وجد أن لديه على جهاز (موبايله) أكثر من (عشرين) مكالمة لم يتم الرد عليها ( يعنى مس كول) ولكن الغريب فى الأمر أن (كل المسكولات) كانت صادرة من رقم واحد ، يقول صديقى أنه قد قام على الفور بالإتصال على ذلك الرقم مستفسراً :
- فى الحقيقة أنا لقيت الرقم ده فى موبايلى عامل ليا كم محادثة بالليل
- والله يا الأخو أنحنا بعتنا لى ولدنا رصيد (يتعشابو) عل لكن غلطنا فى الرقم ورسلناهو فى رقم التلفون إيليلك !! (الترجمة = بتاعك) !!
كانت دهشتى شديده وأنا استمع لروايات أصدقائى التى أكدت لى بأن (تحويل الرصيد) قد حل تماما مكان التحويلات البنكية (الصغيرة) والحوالات (التلغرافية) فإذا أردت أن ترسل لإبنك (مصاريف) الجامعه فما عليك إلا أن تشترى رصيد بالمبلغ وقوم بتحويله له فى هاتفه ليقوم بإستلامه فى التو واللحظة وبيعه إلى أى (محل إتصالات) وإستلام المبلغ الذى ينقص (قليلاً) !!
إلا أن دهشتى قد وصلت إلى ذروتها بعد أن أخبرنا صديق آخر كان يستمع إلى الحوار بأن الرصيد قد أصبح بديلاً (للمظاريف) وعندما رأى دهشتى تتفاقم بدأ بشرح الأمر لى قائلاً :
- زمانك يا استاذ الواحد لو عاوز يشيل ليهو (رشوة) من زول بيقول ليهو ختها ليا (جوه ظرف) وبيستلمها ويختها فى (درجو) ، هسه الموظف (المرتشى) بيناولك ورقه فيها رقم (موبايلو) عشان تحول ليهو قيمة الرشوة (رصيد) ويمشى يبيعو !!
بلغة أولاد (النهار ده) يمكننى القول باننى كنت (داقس) ولم أكن أعلم ان للرصيد (سبع فوائد) وأنه قد أصبح وسيلة تحويل (بنكى) سريعة ومضمونة فكم من مرة أستوقفنى رجال المرور وقاموا بتحرير مخالفة لى (لا ترى بالعين المجردة) وعند (الأخذ والرد) ومحاولات (التفسير والتبرير واللإناع) أستمع إلى العبارة (المعروفة) :
- يا أستاذ خلاص الإيصال إنقطع !!
فأقوم أبحث عن (حافظة نقودى) التى أجدها خاوية (كالعادة) إلا من (ورقة الجمرة الخبيثة) وبضعه آلاف لا تفى بقيمة المخالفة مما يجعلنى أخد مشوار (للبيت) لأقوم بإحضار (مدد مالى) لتخليص عربتى التى تقف رهينه أمام (الكمين) !! وبالطبع لو كنت أعرف (قصة تحويل الرصيد هذه) لإتصلت بإبنى (ناجى) وقلت له :
- حول يا ود لى أبوك رصيد بى تلاتين ألف ....
- ( ليرد بدوره ) : (تلاتين كمين) يا بابا مش كده !!
ولأنو (خيالنا واسع ) وكده فيمكننى أن أضيف بعض إستخدامات تحويل الرصيد (البنكية) – مع الإحتفاظ بكافة حقوقى الملكية والفكرية – فمثلاً بدلاً من أن يقوم منظمو (الحفلات) بطرح (تذاكر الحفل) بالمحال التجارية بسوق (الشهداء) وسعد قشرة والشنو ما عارف فما عليهم إلا أن يقوموا بوضع إعلان بالصحف اليومية يوضح رقم موبايل (منظم الحفل) ليقوم الراغب فى حضور الحفل بتحويل (قيمة التذكرة) إلى ذلك الرقم ، ومن ثم ما على الشخص عند حضوره للحفل سوى أن يخبر (المنظمين) عند (الباب) برقم هاتفه ليتم البحث عنه فى قائمة هواتف من قاموا بشراء (التذاكر) عن طريق (تحويل الرصيد) ! وللتأكد فى حالة (الشك) يمكن لمن يقف عند الباب أن (يعمل ليك رنه يشوف المكتوب ده موبايلك وإلا ما ياهو) !!
ولأنو خيالنا واسع وكده فهذا إستخدام آخر (للشغلانية) ، فبدلا من أن تقوم (عزيزة خته) بالذهاب إلى نساء الحى لإستلام (قروش الصندوق) كل شهر وتخسر ليها كم ألف جنيه (رقشات) ومواصلات فما عليها إلا أن تقوم بعمل (ختة تحويل رصيد) إذ يكفى أن تقوم المشتركات كل شهر بتحويل (سهم الختة) إليها فى رقم الموبايل ( بتاعا) لتقوم هى بدورها بإرسال (جملة المبلغ) للمشتركة التى هى صاحبة (الصرفة) لتذهب هى بدورها إلى أقرب (محل إتصالات) وتقوم ببيعه وتحويله إلى نقد !! وينتهى (الصندوق) وعزيزة (قاعده فى بيتا) والنسوان كلهم (قاعدات فى بيوتهم) و(الرجال فى الشغل) والبركة فى (تحويل الرصيد) !!
.....................................
الفاتح يوسف جبرا - صحيفة الراى العام
الإثنين نوفمبر 24, 2008 10:50 am