هنالك مثل شعبي عامي يقول [ الاضينة دقو واعتذرلو ] وعلى حسب فهمي المتواضع لهذا المثل [فالاضينة ] يقصد به الشخص الساذج او البسيط او كما نقول نحن [مسكين] وهو الذي تقوم بضربه اي [دقه] ثم بعد ذلك تذهب وتعتذر له .
اذا قمنا بمقارنة هذا المثل مع العلاقة بين العرب وبني اسرائيل نجد ان هنالك وجه شبه كبير بينهما ان لم يكن متطابقا . فاسرائيل تعمل منذ اواسط القرن الماضي على[ دق] العرب [الاضينات ] الى الان .بل نجد ان[ الاضينة] افضل منا لانك على حسب سياق المثل بعد [دقه] تقوم بالاعتذار منه اما اسرائيل بعد [دقنا] فانها تتمادى زيادة في ذلك متبعة اسلوب [الاضينة دقو وزيد في دقو] بل وتحملنا مسؤولية[ دقنا ] وللاسف فانها [تدقنا] بالفلسطينين .
والشيئ المؤسف اننا بعد كل [دقة] نتحرك تحركا سلبيا [هذا ان تحركنا] وعادة ما يكون هذا التحرك بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب ينتهي بالشجب والادانة وبعض التوصيات التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به .او ان يخرج الامين العام لجامعة الدول العربية [عمرو موسى] في اجهزة الاعلام بالشجب والاستنكار و ما شابه . او قد نشاهد بعض المظاهرات والمسيرات هنا وهناك و التي تنتهي بخطبة رنانة لاحد مسؤولي الحكومات او القيادات الشعبية مع حرق العلم الاسرائيلي ودهسه بالارجل . او قد نجد بعض الحكام يسارع بارسال بعض المساعدات كالاغذية والادوية مضغوطا من شعبه بهدف حفظ ماء الوجه فقط .
في الاعتداء الاخير على غزة نجد ان مجلس الامن قد اصدر قراره بوقف اطلاق النار الا ان المراقبون يرون ان مثل هذه القرارات كالعادة لن تحقق شيئا وقد صحت توقعاتهم برفض اسرائيل وحركة حماس الاعتراف به والشيئ المخزي ان حركة فتح اعتبرته انتصارا للموقف العربي الموحد [ الموقف المخزي الجبان ].
وفي تقديرنا ان اسرائيل لن تتوقف الا بعد ان يتم [دقهم ] عسكريا كما فعلها حزب الله اللبناني من قبل او ان يتم[ دقهم] اقتصاديا ليس عن طريق قطع التعامل معهم مباشرة بل عن طريق من يمدهم بالقوة والعتاد ويقف خلفهم واقصد امريكا وحلفائها من اوروبا وخاصة مع الازمة الاقتصادية العالمية نجد ان الغرب يعتمد بصورة كبيرة على النفط والمواد الخام العربية فالحلول تكمن في مقاطعة الراسمال الغربي سواء كان بصورة مباشرة او مقاطعة اذرعهم الاقتصادية كمنظمة التجارة العالمية او الدائرة الاقتصادية للامم المتحدة او منظمة الكوميسا او عدم الاخذ بتوجيهات صندوق النقد الدولي فكل هذه المؤسسات ترفد الاقتصاد الغربي عن طريق موارد العرب وبالتالي تعمل على دعم الاسرائيلين .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :اين صلاح الدين الذي سيفعل ذلك ؟
ختاما لا نستطيع الا ان نقول للاخوة في غزة كما قال تعالى [الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم]
وان نبتهل لله عز وجل ان ينصرهم ويثبت اقدامهم ويزيل حكامنا وكل من كان سببا في بلائهم .
********هذا مع وافر شكري وتقديري*********