جاء في الاخبار ان دول مجلس التعاون الخليجي رفضت الاعتراف بحملة الشهادات الجامعية السودانية عدا ست جامعات فقط من بين اكثر من خمسين جامعة وكلية وهذه لعمري مصيبة ما بعدها مصيبة اذ ان الكثير من الخريجين يقصدون تلك الدول من اجل توفر فرص العمل وتحسين ظروفهم المعيشية . كما ان هذا الرفض يؤدي الى اشانة سمعة التعليم العالي بالسودان وسحب الثقة عنه وقد يؤدي الى اتخاذ بعض الدول المتقدمة نفس الخطوات الخليجية التي انتهجتها .
الا اننا اذا قمنا بمتابعة مسيرة التعليم العالي الذي جاءت به الانقاذ نلاحظ الاتي :
ـ من اكبر السلبيات التي عملت على تدني التعليم العالي هو تعريبه والذي اثر بصورة مباشرة على مستوى اداء الخريج في سوق العمل .
ـ قامت الانقاذ بالتركيز على التوسع الكمي وليس الكيفي بمعنى انها قامت بانشاء الجامعات والكليات دون النظر الى التاهيل المناسب لها فمثلا اغلب الجامعات والكليات الولائية انشئت على مباني المدارس المتوسطة والثانوية .
ـ اغلب الجامعات الولائية وحتى الموجودة داخل العاصمة تفتقر للامكانيات المادية وجودة المعامل والورش والمكتبات الحديثة التي يجب ان تحمل اخر اصدارات المراجع والبحوث العلمية
ـ اعتمد التعليم العالي بنسبة كبيرة على التلقي دون البحث العلمي وهذا غير صحيح فمرحلة التلقي معنية بالمراحل السابقة له وكل التكنولوجيا والتقدم الهائل في ثورة المعلومات والاتصالات والتطور المشاهد من حولنا اساسه البحث العلمي
ـ هنالك الكثير من الكليات الهندسية غير معترف بها من قبل المجلس الهندسي لعدم استيفائها الشروط المطلوبة
ـ تقلب السياسات الادارية : فعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك طلبة قد دخلوا بعض الكليات التجارية على اساس انها خمس سنوات واثناء دراستهم تم تعديلها لاربعة فقط مما ولد كثيرا من المشاكل مثلما حدث في جامعة الجزيرة
ـ يتم في بعض الاحيان تحويل الاقسام من كلية لاخرى دون مراعاة بعض الاعتبارات مثل تحويل قسم الاقتصاد الزراعي من كلية الاقتصاد الى كلية الزراعة مما ادى الى اضراب الطلبة وبالتالي اقفال الجامعة وتعطيل الدراسة لاكثر من ستة اشهر .
ـ كلية علوم الاتصال بفداسي التحق بها الطلبة على انها معنية بدراسة تكنولوجيا الاتصال فتفاجاوا بانها عبارة عن كلية لدراسة اصول الدين والفقه
ـ جامعة الخرطوم التي تعتبر منارة للعلم وكانت في يوم من الايام ضمن افضل مائة جامعة بالعالم اليوم يكفي ان اقول انها اطلقت نداء جامعة الخرطوم للتدهور المريع الذي تمر به
ـ تم وضع سياسة الولايات الاقل نموا وطالب الولاية المعنية يلتحق بالجامعة بدرجات اقل من الدرجة الحقيقية للقبول وللاسف كل الجامعات الولائية اصبحت تحت طائلة هذه السياسة حتى جامعة الجزيرة التحقت بها في العام الماضي
ـ مع الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها الطلاب والكبد السياسي اصبحت رسالة الجامعات اكاديمية فقط بمعنى ان الجمعيات الثقافية والمنتديات الادبية والمناشط الطلابية بصورة عامة شبه اختفت
ـ البعثات والرحلات العلمية الخارجية والمنتديات العالمية ومختلف المناشط والهيئات الاكاديمية يتم الاشتراك فيها وارسال منتسبي النظام والموالين للحكومة فقط مما ولد نوعا من الغبن داخل الاوساط العلمية
ـ صندوق دعم الطلاب [ حدث ولا حرج ] يكفي ان الطلاب يسمونه [طلاب دعم الصندوق ]
ـ طلاب الدبلومات مشاكلهم لا تحصى ولا تعد
ـ الكليات الخاصة التي انتشرت بنسب كبيرة يدخلها الطالب بدرجات قليلة جدا وفي بعض الاحيان قد تكون مخجلة
ـ في الاونة الاخيرة لا تخلو سنة من السنين الا ويسقط فيها احد الطلبة قتيلا
ومن المؤسف ان البروفسير محمد عثمان صالح مدير جامعة ام درمان الاسلامية قد برر ذلك بان الخليجين لا يعترفون بالتعليم عن بعد الا انه قد ناقض نفسه بنفسه لان الست جامعات التي اعترف بها مجلس التعاون الخليجي بها بعض الكليات التي تتبنى نظام التعليم عن بعد وهذا ان دل على شئ فانه يدل على انتهاج سياسة دفن الرؤوس في الرمال .
في اعتقادي ان كل هذه الاسباب ادت الى تدني مستوى الخريج بنسبة كبيرة وهو واقع مشاهد سوى كان في السودان او خارجه . كما انني لا اريد ان ابخس للانقاذ حقها في ثورة التعليم العالي ولكن هنالك مشاكل حقيقية صاحبتها يجب معالجتها بصورة سريعة وناجزة وكلية وليس اتباع رزق اليوم باليوم قبل ان ياتي يوم لا نجد فيه اللبن المسكوب الذي نبكي عليه هذا ان لم نكن قد بكينا ...............
............ هذا مع وافر شكري وتقديري ..................
بلادي سهول بلادي حقول
بلادي الجنة للشافوها
او للبرة بيها سمع
بلادي انا بلاد ناسا تكرم الضيف
وحتى الطير يجيها جاعان
ومن اطراف تقيها شبع
الجمعة نوفمبر 28, 2008 8:31 am
